طائر الفلامنجو قد ذاع صيته في السنوات الأخيرة لأنه حقًا من الطيور التي تستحق الإهتمام، وذلك لأنه معروف برشاقته المعهودة بسبب أرجله الرفيعة، ورقبته الطويلة والمرنة، وأجنحته الكبيرة. لكن أكثر ما يميزه حقًا هو لونه الوردي الجميل الذي يجعله فريدًا في مظهره عن سائر الطيور الأخرى.
الطائر الوردي
يأتي اسم فلامنغو من الكلمة البرتغالية “Flamengo” والتي تعني لون اللهب، نسبة لريش طيور الفلامنجو النابض بالحياة، كما يطلق على الفلامنجو أيضًا لقب “الطائر الوردي” ومن اسماءه ايضا النحام الكبير أو الفنتير أو البشاروش. وعلى عكس الاعتقاد الشائع يعتبر طائر فلامنجو في الأساس ليس ورديًا اللون والدليل على ذلك ريش صغار الفلامنجو الذي يكون أبيضًا عند الفقس. ولكن طيور الفلامنجو يكتسبون اللون الوردي مع الوقت بسبب نظامهم الغذائي.
غذاء طائر الفلامنجو
تتغذى طيور الفلامنجو على الجمبري، والرخويات، والقشريات والأسماك الصغيرة، والطحالب الخضراء المزرقة، والتي على الرغم من اسمها فهي في الواقع حمراء أو برتقالية اللون بسبب احتوائها على مادة كيميائية تعرف باسم “بيتا كاروتين”، وتمتلك هذه المادة على صبغة حمراء برتقالية تُعرف باسم “كاروتينويد”، وهي تتواجد أيضًا في الجزر والبطاطا الحلوة.
بمجرد أن يتناول طائر فلامنجو طعامه تقوم الإنزيمات الموجودة في جهازه الهضمي بتفكيك البيتا كاروتين ويتم امتصاص الأصباغ الحمراء البرتقالية بواسطة الدهون الموجودة في الكبد، ثم تترسب هذه الدهون في ريش وجلد طائر الفلامنغو أثناء نموه. نظرًا لأن نظامه الغذائي يكاد يكون مقتصرًا على مصادر غنية بالبيتا كاروتين، لذلك يتحول لون طيور الفلامنجو تدريجياً إلى اللون الوردي.
صغار طائر الفلامنجو
كما ذكرنا يولد صغار الفلامنغو باللون الأبيض وليس الوردي، مع ريش ناعم ومنقار مستقيم. لكن المنقار ينحني تدريجيًا إلى أسفل مع نضوج الفلامنجو.
ويتشارك كلا الوالدين في الاعتناء بصغارهم، وتغذيتهم بسائل ينتجه الجهاز الهضمي بأجسام الوالدين، نعم فعلى عكس الشائع يمكن للذكور من طيور الفلامنجو إطعام صغارهم أيضًا مثل الإناث.
ويبدأ الصغار في مغادرة العش بعد حوالي خمسة أيام لينضموا إلى مجموعات من طيور الفلامنجو الصغيرة الأخرى. لكنهم يظلون معتمدين على والديهم في الطعام، ويتعرف الآباء على صغارهم من خلال أصواتهم.
بعد حوالي 3 أسابيع يصبح صغار الفلامنجو معتمدين على أنفسهم في البحث عن الطعام بمفردهم.
رقصة الفلامنجو
هل تساءلت يومًا لماذا ترقص طيور الفلامنجو؟ إن الفلامنجو من الطيور الاجتماعية الرائعة، والتي تستخدم الرقص كنوع من المغازلة. ويتشارك القطيع كله في أداء الرقصة، ليرسموا معًا مشهدًا مذهلًا في روعته ونظامه.
كما يمكن لطيور الفلامنجو تأدية أكثر من 135 حركة أثناء رقصهم، بعضها قد يكون معقدًا، وتتعلمها الطيور مع الممارسة. ويُعتقد البعض أنها طيورًا أحادية الزوج، حيث تميل إلى البقاء مع شريكها إلى آخر العمر.
وربما قد تتساءل أيضًا لماذا يقف طائر الفلامنجو على قدم واحدة لفترات طويلة من الوقت؟ ولنجيب عن هذا التساؤل يجب أن تعلم أن طيور الفلامنجو تتكيف للبقاء على قيد الحياة في ظروفًا قاسية، منهم أماكن تصل بها درجات الحرارة إلى 60 درجة مئوية، وأخرى تكون المياه فيها قلوية جدًا بحيث يمكن أن تحرق الجلد، وغيرها تكون درجة الحرارة منخفضة للغاية لذلك تحاول طيور الفلامنجو الوقوف على قدم واحدة لفترات كي تتكيف مع البيئة المحيطة.
كما تشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن طيور الفلامنجو تستخدم المزيد من القوة العضلية عند الوقوف على قدمين، لذا فإن الوقوف على ساق واحدة قد يكون أقل إجهادًا.