طائر الحدأة (بالانجليزي Kite) من الطيور التي يتجنبها العديد من البشر، حتى أن بعضهم يطلق عليه ألقاب نوعًا ما مُهينة مثل طائر الشر أو طائر النار، فما السبب وراء هذه الألقاب؟ وهل حقًا تستحق الحدأة هذه المسميات؟ دعونا نكتشف إجابات هذه التساؤلات بالسطور التالية..
ما هو طائر الحدأة؟
ينتمي طائر الحدأة إلى مجموعة من الطيور في عائلة الصقور Accipitridae. وهو من الطيور الجارحة، ويوجد منه ما لا يقل عن 25 نوعًا مختلفًا. كما تختلف هذه الأنواع في الحجم والشكل.
تتميز الحدأة بجسم كبير يصل طوله إلى 55 سم، ومع ذلك يعتبر رأسها صغيرًا نسبيًا، ومنقارها قصير، وأجنحتها وذيلها طويلان. ومثل سائر الطيور الجارحة الأخرى تمتلك الحدأة مناقير منحنية حادة، ومخالب حادة.
تعيش الحدأة في جميع أنحاء العالم تقريبًا وخاصةً في المناطق الدافئة. والحدأة تعتبر من الطيور آكلة اللحوم في المقام الأول، حيث تتغذى على القوارض والزواحف، ولكنها تأكل الحشرات أيضًا. ومع ذلك بعض الناس تطلق عليها اسم “الطائر الزبال”، نظرًا لأن بعض الأنواع من الحدأة تأكل أي شيء يمكن اصطياده.
سلوك طائر الحدأة
يختلف سلوك طيور الحدأة باختلاف الأنواع، إلا أن الغالبية العظمى من طيور الحدأة تعتبر طيورًا نهارية، ويكثر نشاطها خلال النهار، أو قرب الفجر أو الغسق. وهم يقضون الكثير من وقتهم في الراحة أو في البحث عن فريسة.
معظم أنواع طيور الحدأة أحادية الزواج، حيث تتكاثر مع نفس الشريك عامًا بعد عام. وتميل هذه الطيور إلى الاستقرار في مكان واحد طوال حياتها، وتتشارك مع زوجها في حماية أرضهم من الأعداء والحيوانات المفترسة. وتتميز طيور الحدأة بأنها تبني أعشاشها عاليًا في الأشجار أو في مواقع مماثلة يصعب الوصول إليها. ويظل الزوجين معًا لمدة موسم تزاوج واحد على الأقل، على الرغم من أن البعض يفضل البقاء مع نفس الزوج مدى الحياة.
بعد الزواج تستمر فترة حضانة البيض لمدة شهر، وتنمو الكتاكيت بمعدلات مختلفة حسب الأنواع. لكن بعض الكتاكيت تنضج وتبدأ في التكاثر عندما يبلغ عمرها حوالي أربعة أسابيع، بينما يستغرق البعض الآخر تسعة أسابيع.
كيف يشعل طائر الحدأة النار؟
بعد احتراق الغابات في أستراليا توجهت أصابع الاتهام إلى طائر الحدأة باعتباره المتسبب في اندلاع الحرائق في أستراليا، الأمر الذي يعتبر مجرد افتراض، ولا يوجد عليه أي دلائل، خاصة أن طائر الحدأة لا يمكنه إشعال النيران، ولكن بإمكانه أن يساعد في نشر وزيادة مساحة الأماكن المحترقة!
بينما تجتاح النيران الغابات، تراقب طيور الحدأة فرائسها مثل القوارض والسحالي التي تهرب من النار. ويُقال أن طيور الحدأة قد تتسبب في نشر الحرائق، وذلك عن طريق حمل أغصان محترقة في مخالبها وإلقائها على الأراضي البعيدة عن حرائق الغابات الأصلية، لكي تزيد من فرصة صيد فريسة هاربة من النيران.
إن حمل الأغصان المحترقة إلى أماكن لا يوجد بها نيران يتيح للحدأة أن تصطاد بحرية في منطقة لا يوجد فيها الكثير من الحيوانات المفترسة المنافسة، لذلك سُميت طيور الحدأة بطيور النار، وطيور الشر.