يعتبر سمك حريد من الأسماك الشهيرة في المحيطات والبحار وخاصة بالخليج العربي، وإذا كنت زرت البحر الأحمر مسبقًا، فأنت بالتأكيد لاحظت وجود سمكة ملونة لديها منقار مدبب. فما هي سمكة الحريد؟ وهل وجودها ضروري للبيئة؟ إجابات تلك الأسئلة ستجدها بالمقال التالي.
أنواع سمك حريد
سمك حريد والمعروف أيضًا باسم سمك الببغاء، يوجد منه حوالي 80 نوعًا، جميعهم ينتمون لعائلة Scaridae، وهي فصيلة فرعية من Labridae. وتعيش تلك الأسماك في مناطق الشعاب المرجانية الاستوائية.
وتتميز بأنها مستطيلة الشكل، وعادة ما تكون حادة الرأس وألوانها زاهية. والحريد أسماك لديها قشور كبيرة ومنقار مميز شبيه بمنقار طائر الببغاء، لذلك أطلق عليها أيضًا لقب سمكة الببغاء.
يتكون منقار سمكة الحريد من أسنان الفكين الأمامية. وتستخدمه السمكة لكشط الطحالب والجزء اللين من الشعاب المرجانية وهو قوي بما يكفي لترك ندوب ملحوظة في الشعاب المرجانية.
تطحن أسماك الحريد طعامها وقطع الشعاب المرجانية بأسنان تشبه الصفائح موجودة في حلقها، وتساعدها على تكسير الطعام قبل بلعه. وطول هذه الأسماك قد يصل إلى حوالي 1.2 متر، كما أنها تزن حوالي 20 كيلوجرامًا و أحيانًا أكثر.
كما أن تلك الأسماك متغيرة اللون، وغالبًا ما يختلف الذكور اختلافًا كبيرًا عن الإناث، وقد يختلف الصغار عن البالغين أيضًا. ويتغير جنس معظم أسماك الببغاء مع التقدم في العمر، فهي تبدأ أولاً كإناث ثم تتحول لاحقًا إلى ذكور. والجدير بالذكر أن عملية التحول من أنثى إلى ذكر ربما تستغرق ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات ويتم التحكم فيها عن طريق الهرمونات، وهي عبارة عن نواقل كيميائية في دم السمكة.
أكياس النوم عند سمك حريد
كل ليلة تقضى أنواع معينة من أسماك الحريد حوالي ساعة في تكوين فقاعة مخاطية شبه غير مرئية لتنام فيها. والحريد تصنع هذه الفقاعة من المخاط الذي تفرزه الغدد الموجودة خلف الخياشيم. ويعتقد العلماء أن هذه الفقاعات تعمل على الأرجح كنوع من أكياس النوم الواقية لحماية الأسماك من الطفيليات الماصة للدم والحيوانات المفترسة مثل ثعابين البحر وأسماك القرش.
على ماذا يتغذى سمك الحريد؟
تتغذى أسماك الحريد على الطحالب التي تنمو على الشعاب المرجانية الميتة، لكنها في بعض الأحيان تبتلع من الشعاب المرجانية عن طريق الخطأ.
وفي حالة ابتلعت سمكة الحريد المرجان عن طريق الخطأ، فإنها تخرجه على شكل رمال ناعمة، و نظرًا لأن هذه الأسماك تقضي حوالي 90 في المائة من وقتها في تناول الطعام، فإنهم يخلقون الكثير من النفايات الرملية. حيث يمكن لسمكة الحريد الكبيرة أن تصنع ما يصل إلى 800 رطل من الرمال البيضاء الناعمة سنويًا.
في الواقع ما يصل إلى 70 في المائة من الرمال البيضاء الموجودة على بعض الشواطئ في هاواي ومنطقة البحر الكاريبي مصنوعة من مخلفات المرجان الذي تتركه هذه الأسماك وراءها.
فوائد سمكة الحريد
لأسماك الحريد دورًا هامة للنظام البيئي، وذلك لأن الشعاب المرجانية السليمة بحاجة إلى مساحة للنمو وتشكل الطحالب الضارة عائقًا لها. لحسن الحظ أن أسماك الحريد تعيش حول الشعاب المرجانية الاستوائية في جميع أنحاء العالم، ولأنها تأكل الطحالب فهي تساعد الشعاب المرجانية على البقاء بصحة جيدة.
عندما تأكل سمكة الحريد الطحالب الموجودة على الشعاب المرجانية، فهي تخلق فجوات بين الشعاب تساع لنمو مرجاني جديد. وتزيل أسماك الببغاء أيضًا الطحالب الزائدة، والتي يمكن أن تخنق الشعاب المرجانية وتمنعها من النمو. لذلك بدون أسماك الحريد سينهار النظام البيئي المرجاني بأكمله.
التهديدات التي تواجه سمكة الحريد
تعتبر أسماك الحريد من الأطعمة الشهية في العديد من البلدان ويمكن أيضًا بيعها في الخارج عن طريق تصنيفها بشكل خاطئ على أنها أسماك هامور التي يرتفع الطلب عليها. وبسبب ضغوط الصيد هذه انقرضت العديد من أسماك الحريد في مناطق متفرقة من العالم. هذا بالإضافة لتعرضها حاليًا للصيد الجائر في عدة مناطق مثل منطقة البحر الكاريبي، والبحر الأحمر، مما يشكل تهديدًا للشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي البحري هناك.
حاليًا بفضل المناطق البحرية المحمية الجديدة، أصبح صيد أسماك الحريد أو الببغاء أمرًا مخالفًا للقانون، كما يتوقع العلماء زيادة أعداد أسماك الحريد مرة أخرى في تلبك المناطق المحمية بموجب هذا القانون.