ربما تكون شاهدت من قبل مشهدًا لصغار سلحفاة البحر يخرجون بمفردهم من بطن الشواطئ الرملية حيث تدفن أمهم البيض، ويتجهون مسرعين إلى مياه البحر، وتسائلت كيف يعرف هؤلاء الصغار طريقهم الصحيح في يومهم الأول من الحياة؟ هذا المقال سيكون بوابتك للتعرف بشكل أعمق على السلحفاة البحرية في مراحل حياتها المختلفة.
أنواع السلاحف البحرية
سلحفاة البحر هي أقدم أنواع زواحف البحر، لديها جسم انسيابي، وزعانف كبيرة تمكنها من التكيف مع الحياة تحت الماء. وتعتبر من ذوات الدم البارد، كما أنها طويلة العمر، وتقضي حياتها كلها تقريبًا في المياه رغم أنها تتنفس الهواء.
يوجد 7 أنواع من السلحفاة البحرية جميعهم يفضلون العيش في المياه معتدلة الحرارة سواء في البحر أو المحيط. وتضم هذه الأنواع ما يلي:
- السلاحف الخضراء.
- السلاحف جلدية الظهر.
- السلاحف مسطحة الظهر.
- السلاحف البحرية ضخمة الرأس.
- سلاحف منقار الصقر.
- سلاحف ريدلي الزيتونية.
- سلاحف ريدلي كيمب.
كيف تتنفس سلحفاة البحر؟
تقضي سلحفاة البحر كل حياتها تقريبًا تحت الماء، لكنها تسبح بالقرب من السطح لكي تطفو كل فترة وتحصل على الأكسجين الكافي لتعيش. كما تستطيع رئتيها التكيف على نمط حياتها المختلف حيث تسمح لها بالتبديل بين الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في ثوانٍ معدودة من التنفس قبل أن تغطس مرة أخرى.
تقع الرئتين عند السلاحف البحرية في أسفل عمودها الفقري، ويتم التنفس لديها من خلال تحريك العضلات المتصلة بحزام الكتف والحوض. هذا التحريك للكتل العضلية حول الكتف يساعدها على التنفس عن طريق تغيير الضغط داخل الرئتين.
يمكن للسلاحف البحرية أيضًا أن تستريح أو تنام تحت الماء لعدة ساعات بدون الحاجة لأن تطفو كي تلتقط أنفاسها، ومع ذلك تكون مدة الغوص أقصر بكثير أثناء البحث عن الطعام أو للهروب من الحيوانات المفترسة. وذلك لأن المجهود البدني يؤثر على قدرتها في حبس نفسها تحت الماء.
رحلات سلاحف البحر
تقوم سلحفاة البحر بهجرات طويلة بشكل لا يصدق بين مناطق الغذاء ومناطق التكاثر، حيث تقوم بالتزواج ثم تذهب الإناث إلى الشاطئ لتضع بيضها داخل حفرة في الرمال، ثم تعود إلى البحر.
بعد حوالي 60 يومًا يفقس البيض وتشق الصغار طريقها من الرمال إلى الماء ليلًا، وغالبًا ما تتعرض الصغار للعديد من المخاطر التي تهدد حياتها مثل الطيور، وقشريات البحر مثل السلطعون، والعديد من الحيوانات المفترسة الأخرى.
بالإضافة إلى وجود تهديد آخر يأتي من التنمية الساحلية، وهو أن الضوء الطبيعي في الأفق يوجه الصغار إلى البحر، ولكن مع وجود التنمية العمرانية على السواحل البحرية يمكن أن تؤدي الأضواء المنبعثة من الفنادق والمنازل والمباني الأخرى إلى إرباك السلاحف وتوجيها في اتجاهات خاطئة.
خطر الانقراض
تعتبر جميع أنواع السلاحف البحرية مهددة بالانقراض، وذلك بسبب وجود العديد من المخاطر التي تهدد بقائها على الكوكب وأغلب هذه المخاطر تكون بسبب الإنسان. إليك أكثر المخاطر التي تواجهها السلاحف البحرية يوميًا:
- الصيد العرضي في شباك البحر: يتم اصطياد مئات الآلاف من السلاحف البحرية عن طريق الخطأ في الشباك الخاصة بالروبيان كل عام. ويزداد هذا التهديد مع توسع نشاط الصيد.
- التجارة غير المشروعة: يعتبر لحم وبيض السلاحف مصدرًا للغذاء والدخل لكثير من الناس حول العالم. كما يقتل البعض السلاحف من أجل التجارب العلمية أو بعض الطقوس الدينية. لذلك يفقد العالم عشرات الآلاف من السلاحف البحرية بهذه الطرق كل عام.
- التنمية الساحلية: يؤدي ذلك لتشتيت صغار السلاحف عن مسارها الطبيعي تجاه البحر، بجانب أن الحركة العمرانية المستمرة على الشواطئ تصعب حفر الأعشاش على إناث السلاحف.
- فقدان مصادر الغذاء: تعرضت مناطق تغذية السلاحف مثل الشعاب المرجانية وأحواض الأعشاب البحرية للتلف والتدمير بسبب الأنشطة التي تقام على الشواطئ ومشاريع الترميم التي تهدف لحماية المباني الساحلية.
- التلوث: يمكن للسلاحف البحرية أن تخطئ في فهم المواد البلاستيكية العائمة على أنها قناديل البحر، مما يتسبب في اختناقها عندما تحاول أكلها. هذا بجانب شبكات الصيد، والأكياس البلاستيكية الملقاة في البحر والتي تتشابك مع السلاحف البحرية وتغرقها أو تجعلها غير قادرة على الأكل أو السباحة.
- تغير المناخ: تتأثر جميع مراحل حياة السلاحف البحرية بالظروف البيئية مثل درجة الحرارة، حيث تؤدي درجات الحرارة الدافئة غير المعتادة الناجمة عن تغير المناخ إلى إنتاج جنس موحد من النسل، مما ينتج عنه انخفاض في عدد الذكور، وذلك لأن تحديد جنس السلاحف يعتمد على درجة حرارة بيئة التعشيش.
- الاصطدام بالقوارب: يعتبر الإصطدام بالقوارب أو السفن أيضًا من الأمور التي تهدد حياة السلاحف البحرية.
كيفية الحفاظ على السلاحف البحرية
تعمل منظمة الصندوق البري للطبيعة The World Wildlife على الحفاظ على السلاحف البحرية من خطر الانقراض من خلال ما يلي:
- القضاء على الإتجار غير المشروع بالسلاحف البحرية.
- السيطرة على الصيد العرضي للسلاحف من خلال استخدام خطاطيف للصيد بدلًا من الشباك، مما يساعد على تقليل عدد السلاحف التي يتم اصطيادها عن طريق الخطأ كل عام.
- حماية مناطق تعشيش السلاحف البحرية حول الشواطئ.
- التعاون مع الصيادين على إنقاذ السلاحف البحرية التي يتم صيدها بالخطأ في معدات الصيد.
- تقديم معونات للمجتمعات التي تعتمد على صيد السلاحف البحرية بهدف أكلها أو بيعها، نظرًا لأن استغلال السلاحف غالبًا ما يكون بسبب نقص في الموارد الاقتصادية، لذلك يعتبر توفير خيارات بديلة عنها للسكان حماية للسلاحف.