الحمام الزاجل هو نوع من الحمام المنزلي، وترجع أصوله للحمام الصخري، وهو يتميز بقدرة فطرية على إيجاد طريقه إلى المنزل من مسافات طويلة. لذلك تم تربية الحمام الزاجل بعناية للقيام بمثل هذه المهمة، هذا بالإضافة للاعتماد عليه في حمل الرسائل عبر المسافات الطويلة منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا.
استخدام البشر للحمام الزاجل
في عصور ما قبل التكنولوجيا كانت وسائل الاتصال بين البشر محدودة جدًا، وفي أوقات مثل الحروب كانت شبه منعدمة، لذلك تم استخدام حمام الزاجل ليكون بمثابة ساعي البريد بين الناس في مختلف البلدان والثقافات.
يعتقد البعض أن استخدام حمام الزاجل يرجع لزمن قدماء المصريين على الأقل، أي منذ آلاف السنين. كما تم استخدامه لنقل أخبار غزو بلاد الغال إلى روما، ونقل أخبار هزيمة نابليون في واترلو إلى إنجلترا. ثم استخدم على نطاق واسع في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، حتى أن العديد من طيور الحمام حصلت على ميداليات لخدمتهم في إيصال الرسائل الحرجة في زمن الحرب.
كيف يعرف الحمام الزاجل طريقه
لا يمكن إعطاء حمام الزاجل عنوانًا أو شخصًا يطير إليه، ومع ذلك إذا تم ابعادهم عن المنزل يمكنهم العثور على طريق العودة في فترة زمنية قصيرة بشكل ملحوظ، وذلك لأن من المعروف أن حمام الزاجل يجد طريقه إلى المنزل من مسافة تصل إلى 1100 ميل، كما يمكنه السفر بمعدل 50 ميلاً في الساعة.
لكن كيف يجدون طريقهم إلى المنزل عبر هذه المسافات الطويلة؟ هل يمكنك أن تتخيل نفسك تقف على بعد 1000 ميل من منزلك وتجد طريقك إلى العودة بدون وسيلة مواصلات؟ بالتأكيد قد تحتاج إلى هاتف ذكي أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لإرشادك إلى المنزل. لذلك ماذا يفعل حمام الزاجل في طريقه إلى العودة؟
على الرغم من العديد من الدراسات العلمية على مر السنين، إلا أن لا أحد يفهم تمامًا كيف يعود حمام الزاجل إلى المنزل عبر مسافات طويلة. كما أن هناك العديد من النظريات التي تحاول الإجابة عن هذا السؤال، وقد توصل الخبراء إلى أن الحمام لديه بوصلته الخاصة التي يستخدمها لإكتشاف طريقه من خلال تتبع 3 وسائل أساسية، من خلالها يعرف وجهته. إليكم تلك الوسائل في السطور التالية:
1. اعتماد الحمام الزاجل على أشعة الشمس
مثل العديد من الطيور الأخرى قد يستخدم حمام الزاجل موضع الشمس وزاويتها لتحديد الاتجاه المناسب للطيران. ومع ذلك لا تزال هذه الوسيلة غامضة بعض الشيء، بسبب عدم قدرة الطيور على رؤية الشمس في فترات الضباب والغيوم، لذلك لا تزال هذه النظرية بحاجة للعديد من الدراسات.
2. اعتماد الحمام على المجال المغناطيسي
يعتقد الباحثون أن حمام الزاجل يستخدم المجال المغناطيسي للكرة الأرضية لمعرفة وجهته. حيث وجدوا أن الحمام لديه تركيزات من جزيئات الحديد في منقاره، وهي التي تسمح له باكتشاف المجالات المغناطيسية بسهولة، ومن ثم تتبعها في طريقه إلى منزله.
3. اعتماد الحمام على الموجات فوق الصوتية
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن حمام الزاجل قد يعتمد على الموجات فوق الصوتية منخفضة التردد لإيجاد طريقه إلى المنزل. هذه الأصوات ذات التردد المنخفض غير مسموعة للآذان البشرية، لكنها تنشأ بسبب كل شيء حولنا تقريبًا.
وقد يستمع الحمام إلى هذه الأصوات حتى يميز الصوت المنبعث من منزله ويتتبعه لإيجاد طريق العودة. كما لاحظ الباحثون أيضًا أنه بمجرد اقتراب حمام الزاجل إلى المنزل، قد يتم توجيهه جزئيًا بواسطة معالم مألوفة له، تمامًا كما يحدث مع البشر عند التنقل.
أنواع الحمام الزاجل
بعد أن أثبت مهارات فائقة في إيصال الرسائل بين الناس، أصبحت العلاقة بين الحمام الزاجل والبشر أكثر من كونه مجرد مرسال بينهم، حيث تم تطوير سلالات جديدة منه لديها مهارات ترفيهية أيضًا. إليك أشهر هذه السلالات:
1. حمام الدراغون Dragoon Pigeon
يعتبر من أقدم سلالات حمام الزاجل، فهناك وثيقة ترجع لعام 1735 ذُكر فيها حمام الدراجون. حاليًا لا يوجد مصادر لتخبرنا الكثير عن هذه السلالة، لكن يُعتقد أنه نتيجة عملية تهجين تمت في المملكة المتحدة حول القرن السادس عشر أو السابع عشر.
حمام دراجون يعتبر طائر متوسط الحجم والطول، يقف على أرجل قصيرة مع فخذين قويين، كما أن لديه صدر عريض وممتلئ مما يضيف إلى مظهره الفخم. وهو يعتبر أيضًا طيار جيد، حيث يتمتع بأجنحة قوية، وقد تم استخدامه في مسابقات الطيران بين الطيور.
2. حمام أمريكان شو ريسر American Show Racer
هذه السلالة تم تهجينها في عام 1952، وتعتبر من أشهر سلالات حمام الزاجل المستأنسة، كما أنه تتميز بمظهر مظهر جميل جدا بسبب الألوان العديدة الموجود بريش أجنحتها. حمام أمريكان شو ريسر يبلغ متوسط ارتفاع جسمها حوالي 35 سم. ويمكنك ببساطة أن تعرف أن هذه الطيور تعتبر من أشهر أنواع الطيور التي تشارك في مسابقات الطيران بمجرد أن تسمع اسمها.
3. الحمام الإنجليزي The English Carrier
الحمام الانجليزي تم تهجينه من سلالة حمام زاجل كانت تعيش ببلاد فارس لكنها من الطيور المنقرضة الآن. وهذه الطيور استخدمت كرسل لحمل الرسائل لسنوات طويلة.
وصلت هذه السلالة إلى أوروبا وأمريكا في بداية القرن الثامن عشر، وعلى الرغم من مظهرها الهزيل إلا أنه أثبت بجدارة قدرته على الطيران لمسافات طويلة.